آيات الله في أنفسنا وفي الكون-1

مناقشه جرت بيني وبين شخص قابلته قي إحدي الدول الإسكندنافيه ( في السويد ) عن الكون الذي نعيش فيه وهل له خالق أم خُلِقَ بالصدفه كما يدّعي البعض، والمناقشه هادئه لم يتخللها أي إنفعال زائد أو تطاول ,,, فلقد كانت الموضوعيه والحُجَّه هي سبيلي خلال ذلك ... فقلت له سنأخذ واحده فقط الآن من تلك المخلوقات (والتي يسميها هو موجودات ) لأثبت له أن هناك خالق عظيم لهذا الكون يدبِّر أمورها ويسيِّرها بعلمه الذي لم ولن نعلم منه إلاّ القليل ، وسنأخذ الشمس وتوابعها كبدايه في هذا السياق لإثبات ذلك : هل ممكن للصدفه أن توجد تلك الشمس المتوهجه والتي تتفجر تفجيرات هائله دون توقف منذ مئات الملايين من السنين قبل خلق الإنسان وهي مستمرّة في إرسال ضوئها ودفـئـها وحرارتها اللازمه للحياة علي الأرض ؟ وهل لدوران الشمس وسباحتها في هذا الكون السحيق بدقّة متناهيه ساحبةً معها مجموعة الكواكب المرتبطه بها برباط غير مفهوم – لم يتم إثباته - بدقه علمياً حتي الآن ، وكل ما يقال عنه ما زال الغموض يشمله؟ أليس ضوء الشمس هو ال1ي يجعل المخلوقات علي الأرض مبصره ، وهو الذي لا غني عنه لإنبات النباتات ، أليس ضوء الشمس هو الذي يجعل القمر منيراً خلال الليل فنحدد الشهور ، أليس ضوء الشمس هو الذي جعل الظل لنعرف الوقت ، أمّا عن حرارة الشمس أليس هي التي ترفع المياه نقيّة من كل مكان علي سطح الأرض إلي عنان السماء لتكون السحاب والذي يسير إلي حيث الأراضي الجافه الظامئه لتهطل عليه الأمطار الغزيره لتروي المخلوقات كلها بعد أن تشق الأنهار لتملؤه بماء عذب فرات ولتحفظ في باطن الأرض داخل الآبار كميات من الماء العذب أيضاً ... أليست حرارة الشمس هي موجات كهرومغناطيسه تُدفئنا وتمُدَّنا بفيتامينات هامه وضروريه لأجسامنا ولأجسام جميع المخلوقات .... كيف يمكن أن يتم هذا من علي تلك المسافات الرهيبه بين كوكب الأرض والشمس ؟ وهذا الغلاف الجوي الذي يمنع الإشعاعات الضاره من الوصول إلينا علي سطح الأرض ، من الذي أوجده ؟ هل هذه صدفه ! ألا يدُلّـنـا ثقب الأوزون علي إحدي آيات الخالق العظيم الذي لولا علمه وحكمته ما كان كل ذلك .... هو الخالق العظيم ... عالم كل شيئ. سألته تعلم طبعاً ماذا يحدث إذا إقتربنا من الشمس أو إبتعدنا قليلاً ؟ وهل تعلم ما الذي جعلنا لا نستمع للضوضاء الناشئه عن صوت الأرض وهي تدور حول نفسها ونحن علي سطحها بسرعتها الرهيبه ... حتي أننا لا نكاد نشعر بدورانها الشديد ونحن فوق سطحها ! وتري ما الذي يجعلنا لا نستمع للضوضاء الناشئه عن حركة أمعاءنا ودقات قلوبنا وغيرها والتي نلاحظ أننا نسمعها جيداً عندما نضطرب عصبياً فقط أو يزداد قلقنا عن الحد العادي لأي سبب ، ومن يا تري الذي وضع تلك القوانين التي تجعلنا لا نطير من علي سطح الأرض خلال دوران الأرض حول نفسها وخلال دورانها حول الشمس في هذا الفضاء الشاسع ؟ هل يمكن للصدفه أن تصنع كل هذا ؟ ..... طبعاً لا ، لأن الصدفه قد تُوجِد عشوائيات ولكنها لا توجد المنظومات الدقيقه التي تتحد كلّها في صفات مشتركه ، فلا يمكن مثلاً علمياً تواجد ملايين الصدف في مكان واحد منظمه بنظام دقيق وتشترك مع بعضها في أساسيات وجودها .... وأنا أحدثه أوضحت له نقطه لاحظتها وهي أن الله – سبحانه وتعالي – يخلق الخلق أطواراً ثم تبدأ في النمو حتي يكتمل نموها ، فمثلاً تلك الدوده التي تصنع لنفسها شرنقة ثم تتحول بعد فتره بعد أن تثقب تلك الشرنقه لتتحول إلي فراشة تطير بجناحيها ... ما هذه الآيات ؟ وأضفت له في حديثي أما الإنسان فعندما يخلق شيئاً فإنه يخلقه علي صورة واحده جامده لا تنمو .... فمثلاً يبدأ خلق الله للنبات ببذره ، ثم تبدأ في النمو حتي يكتمل نموها فتبدأ في إنبات الثمرات ، وهكذا في كل شيئ، ياتري هل تلك البذور المختلفة الأنواع والتي تتكون في أصغر ما وصل العلم لرؤيته لجينات وكروموسومات متراصّه بطرق دقيقه ... هل يجرؤ أحد من العلماء أن يدعي أنها أمور عشوائيّه ، حتي الكون السحيق - السماء الدنيا – والتي نعيش فيها علي كرة أصغر من أن نجد لها قياساً بالنسبة لعظم هذه السماء الدنيا ... إن هذه السماء الدنيا والتي تحوي المجرّات العديده تتسع كبالون ضخم ومستمرّه في هذا الإتساع ! من يا تري يتحكم في هذا وهل هي صدفه ؟ أما الإنسان فعندما يخلق سياره ، فإنها تظل سياره ولا تنمو ... بل علي العكس فهي تتقادم مع مرور الزمن . وسألت مُحاوري ... هل راقبت بعضاً من المخلوقات التي يتقزز منها الكثيرين مثل الذبابه أو النمله أو غيرهما ؟ إنني أري الذبابه في حد ذاتها ملؤها معجزات لا حصر لها ، بل إن أكبر تلك المعجزات هي وعلي الرغم من مظهرها الذي قد يوحي بالضعف إلاً أن وجودها علي مدي ملايين السنين لهو أكبر دليل علي قوتها ... أما عن الذبابه نفسها ، فأرجو أن تراقبها وهي تطير بسرعة هائله وتناور بما لا تستطيعه أعتي الطائرات القيام به ... ما هي تلك الأجنحه التي تساعدها علي هذا ... وماذا تفعل عندما تمرض أو تشيخ ... لقد رأيت بعينيً منذ عدًة أيام عصفوراً يقوم بإطعام عصفور آخر ضعيف ويحاول عصفور آخر مضايقة العصفور الضعيف فتزود عنه عدًة عصافير أخري وفي النهايه إلتهمت إحدي القطط العصفور الضعيف ؟ والآن ألا يجدر بنا نحن بني آدم أن نحمد الله علي أنّه أوجدنا من العدم ، وأنّه وهب لنا من أسباب الحياه أكثر كثيراً مما وهب لذلك العصفور ، وأنّه سخّر لنا غالبية مخلوقاته تعمل دائبة في طاعة عمياء لتمهد لنا أسباب الحياه ... تلك المخلوقات بأنواعها من جماد أو نبات أو حيوان ... وهل لو كان أحدنا قد خُلق عصفوراً فهل كان يملك أن يرفض أو ان يعترض ؟؟؟ ولنسأل أنفسنا هل هناك من إدّعي الألوهيه إلاّ الله ؟ هل هناك من إدّعي أنّه خلق الخلق وهذا الكون السحيق ؟ لا يوجد ولن يوجد من يدّعي هذا إلاّ الله ، لأن هذا الأمر ليس دعابه ولا عبث ... إنما هي أمر جد وليس بالهزل ، فلنتواضع أمام آيات الله التي تُعجز العقول الذكيّه ولنعلم أننا أضعف كثيراً من أن نتطاول علي تلك الآيات فهي دامغه واضحه كل الوضوح ... النحل ودودة القز وغيرها والتنوع المذهل للمخلوقات المختلفه ودقّـتها وألوانها وأحوالها ودور ووظيفة كل منها .... أليس في دقة الخلق آية يخضع لها كل ذي فهم أن جعل أكبر الأجام وأصغرها في هذا الكون تتكون من ألكترونات تدور وهي علي مسافات شاسعه حول نواه مازال العلم يتكشّف الكثير من أسرارها ؟ والآن يا من تتحاور معي ألا تري أنّ عصرنا هذا والذي علمنا فيه ما لم يعلم أجدادنا وأجداد أجدادنا ... ألا تري أن ما وصلنا من العلم أدعي للإعتراف الكامل والتسليم بأن هناك خالق عظيم هو خالق لكل شيئ ! وهل يحتاج ذلك للكثير من الذكاء أم أنّه يحتاج القليل من التأمل في أنفسنا وفيما هو حولنا ، ثم لا يبقي إلاّ السجود لله علي فضله علينا أن أوجدنا من العدم وفضّلنا علي كثير من خلقه .... أقول هذه الكلمه داعياً المولي عز وجل أن يجعل فيها نوراً لمن يبغي طريق النور والصلاح .... وصلّي الله علي سيدنا محــمّـد وعلي آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين ، وسبحان ربِّك رب العزّة عما يصفون وسلام علي المرسلين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .... وإلي لقاء آخر بإذن الله وفضله محمد حمدي وصطفي